رسالة عاجلة إلى أبطال الميدان العسكري في أزواد

بسم الله الرحمن الرحيم
إلى من يهمه الأمر ... أما بعد :
فقد رأينا الأعلام السّوداء التي ظهرت على الشّاشات المنحازة التي تستعمل كلّ ما لديها من نفوذ لإلصاق التّهم بالشّعب الأزوادي المسلم السني المعتدل الذي لا همّ له سوى تحرير بلاده وتقرير مصيره..
وقد استاء الشّعب الأزواديُّ جدا وتألم مثقّفُوه حين رأوا علمًا غير العلم الأزواديّ يرفرف فوق حبّة رمل من رمال أزواد ..!
ولا شكّ أننا نؤمن إيمانا عميقا بقدرة أبطالنا الأشاوس في الميدان على حلّ كلّ المشاكل التي تعترض طريق الحرّية أيا كان نوعها..وبناء على ذلك نودّ أن نذكّرهم بأمر في غاية الأهمية لأخذه بالحسبان ...وهو أن الشّعب الأزوادي بحرٌ لا تكدّره الدلاء!!
من أراد أن يكون أزواديا فأهلا وسهلا ومرحبا به نقيّا تقيّا عفيفا طاهرا..وكلّ ما نريده منه هو أن يغمسَ نفسَه في بحر أزواد..!
فلنتعاون جميعا كأزواديين مسلمين معتدلين سنّيين على 
(أزودة المتشدّدين المتأرهبين)
فإن رضوا بذلك فهم إخوتُنا..وإن أبوا فلا مقام لهم.!
فالشّعب الأزواديُّ لا يمكن أن يتأرْهب أو يتشدّد..!
مع جزيل الشكر
12 / 5 / 1433 هـ

الرد الشافي على أباطيل ولد أحمد النائحة المستأجرة

شمال مالي/ ثمن العقوق...!! / حبيب الله ولد أحمد
الثلثاء 3 نيسان (أبريل) 2012
كما تسقط الشجرة الضعيفة- أيام القحط - سقطت الدولة المالية، منهارة صريعة تحت أقدام من يفترض أنهم أبناؤها (الذين رفضوا فجأة أن يتحدوا حول أي هدف باستثناء إذلال بلدهم وتدميره وإشاعة الفوضى في مؤسساته والرعب بين سكانه وضيوفه وجيرانه)...
******
هكذا استهل هذا الغر الآخر حديثه عن الشعب الأزوادي ... وتحدث عن عقوق الأزواديين ونسي عقوق الديكتاوتوريات التي دمرتهم وشتتهم وقمعتهم .... فيا ليته سد فاه لكي لا يخرج منه هذا النتن الذي أباح به عرضه للأزواديين الذين تناول أعراضهم بسوء ... وبكل وقاحة ....
*******
واستأنف قائلا......: وكما يحدث بعد سقوط أية شجرة، فقد خرج - هذه المرة أيضا - من تحت "الشجرة المالية" المنهارة ما كانت تخفيه من بغاث وحشرات، وجيوش خفافيش، وحيات واطئة...خرجت – مجتمعة - لتجهز على ما تبقى من حياة في جذور "الشجرة" ولبابها...وهكذا خرج متمردوا "الطوارق"، ومسلحوا تنظيم "القاعدة"، ومحاربوا الجماعات التكفيرية، ورجال القبائل العربية والزنجية، ومهربوا السلاح، والمرتزقة، وشذاذ الآفاق، خرجوا مجتمعين (وهم الذين لم يجمعهم انتماء حقيقي لدين أو ووطن أو قومية) ليخربوا بيوتهم بأيديهم وأيدي القوى المتربصة ببلدهم ووحدة شعبهم .
*******
وردا على هذا الهراء نقول للحية الرّقطاء ... إن الشجرة المالية التي تساقطت أوراقها كان سبب جفافها سانوقو وأتي تي وموسى تراوري وموديبو كيتا ... والحيات التي خرجت من تحتها هي أبناء الجنوب فقط لأن هذه الشجرة لم يستظل بظلها غيرهم يوما من الأيام ... ولولا جهلك لعلمت ذلك كما علمه غيرك من العارفين .... ولكنكم قوم تجهلون .... فيا للخيبة !!!
******
واستأنف قائلا......:لقد طعن "الأزواديون" بلدهم من الخلف، وهم الذين لا يملكون أية قدرة على الانفراد بالإقليم(في شمال مالي توجد جماعات متنافرة لن تسمح إحداها للأخرى بإزاحتها والاستئثار بالإقليم الفقير على حسابها فهو لا يصلح وطنا إلا للبدو المسالمين الهاربين بأنفسهم وقطعانهم بعيدا عن الضجيج أو قطاع الطرق وتجار السلاح والعابرين على عجل) أحرى أن يستطيعوا إقامة دولة خاصة بهم..!!
*******
ونقول له :لقد طعنت مالي الأزواديين من الخلف قبل ولادتك إن كنت لا تعلم بذلك .... والجزاء من جنس العمل أما ما يصلح له أزواد فالأزواديون أدرى به ... أما أنت فلا شأن لك بذلك ... ولا يهمك إن كان أزواد يصلح وطنا أم لا .... وأزواد بصحرائه القاحلة وحرارته الملتهبة ورياحه العاتية أحب إلى الأزواديين من جنات الأرض في أي مكان .... وقد ذهبوا بحثا عن جنات الدنيا بعد أن أقنعهم المستعمرون بنظريتك المقيتة أنت وأمثالك ولكنهم عادوا أخيرا بعد أن عرفوا أن أزواد هي جنة الأزواديين الدنيوية الوحيدة .... ولن يستقروا أبدا في أية جنة أخرى غير أزواد ..فابحث عن قوم تخدعهم غير الأزواديين أيتها النائحة ..
*****
واستأنف قائلا......:إن الحقائق والوقائع على الأرض كلها تؤكد أنه ليس من المنطقي (من الناحية التقنية) إقامة دولة ذات سيادة في تلك الأراضي الجرداء التي تسمى "أزواد"، حيث لا موارد اقتصادية، ولا يد عاملة مدربة، ولا شعب يمكن له الاقتناع بأكثر من الحياة خلف القطعان بين الكثبان الزاحفة والأفق المغبر، المسيج بعادات وتقاليد (عمرها ملايين من السنوات)، تتناقض غالبا مع القوالب المتحضرة للدول الحديثة..!!
*******
ونقول له ...: أنت تروي ترهاتك عن جهال أمثالك ونحن لا نبحث اليوم عن غير الحرية ..... وليكن بعدها ما يكون ... مثلنا مثل السّجناء لا تحدثنا عن غير الحرية .... وبعد أن حرّرنا بلادنا ... نعرف كيف ندير شؤوننا ... ونحن اليوم أكثر تطورا من موريتانيا حين نالت استقلالها .... وسنبني دولتنا كما بنى البدو أمثالكم وأمثال الجزائريين دولتهم بعد نيل الحرية وطرد المحتلين ... وسترون من هم الأزواديون .... فلا تتحدثوا عنا كما يصورنا الأعداء ... نحن أدرى بما نستطيع ... وقدرتنا السياسية والفكرية لا تقل عن قدرتنا العسكرية التي أثبتتها التجارب الميدانية .... فتعالوا إلينا وقفوا معنا وساعدونا على البناء ... أو اصمتوا ...!
*******
واستأنف قائلا......: وقد ارتكب العسكريون "الطوارق" حماقة كبيرة عندما اعتقدوا أن عدة سيارات رباعية الدفع، ومجموعة رجال وراجمات صواريخ مهربة من ليبيا، وقطعة قماش ملونة، وحفنة مرتزقة، تكفى لإنشاء دولة مستقلة، ولم يتعلموا من تجاربهم في ليبيا والنيجر والجزائر وغيرها، أنه ليس بمقدورهم الاعتماد على أنفسهم لإقامة دولتهم الحلم، لأسباب ذات أبعاد ثقافية واجتماعية واقتصادية وسياسية وأمنية معروفة.
إن الشمال المالي ليس أرضا "أزوادية" بالكامل، فالعرب موجودون هناك و يعيشون هواجس عديدة، بين مطرقة الدولة المالية المنهارة، وسندان حلم "الطوارق" بتأسيس كيان خاص بهم، ولا أحد يضمن أنهم سيسكتون على وضعيتهم تلك إلى الأبد خاصة في ظل بلد تحول إلى بقرة صريعة تحت رحمة سكاكين ملاكها( لا يمكن اعتبار القبائل العربية الضاربة في مالي الحلقة الأضعف في الصراع الحالي على السلطة لاعتبارات محلية وإقليمية عديدة)، والمجموعات الزنجية لم تحدد حتى الآن موقفها،(الكل يعلم أن الزنوج لن يتركوا بلدهم الذي يشكلون غالبية سكانه نهبا للمجموعات التي يرونها أحيانا مجرد مجموعات وافدة يمكن طردها في أية لحظة خاصة عندما تحاول تلك المجموعات إقامة كيانات تخصها على حساب الوطن الأم)،
*******
ونقول له لقد ارتكبتم حماقة وحماقات أنتم أيضا حين قللتم من شأن الأزواديين وقدرتهم على تحرير بلادهم .... وها أنتم ترتكبون نفس الأخطاء بتقليل شأنهم من الناحية السياسية .... وبدأتم تتحدثون بالمنطق الجنوبي الذي يصورهم مجموعة من الرعاة والهمج والرعاع ... وتتشاءمون وتثيرون النعرات القبيلة وتلعبون على ورقة الإثنيات لمحاولة إفساد ذات البين ... ونقول لكم : أنتم مخطئون لقد نجح مشروعكم في التسعينات ... ونجحتم في إيقاد الحرب بين السود والبيض في أزواد .... ولكن الأزواديين تعلموا درسا من ذلك ولن تستطيعوا خداعهم بعد الآن .... وسيكون الأزواديون جميعا شعبا واحدا متحالفا متناصحا متعاونا ولا فرق بين العرب والطوارق والفلان والسنغاي والفلاتة كلنا أزواديون فقط ...
*******
 واستأنف قائلا......: إنه من الواضح أن كيانا ماليا قويا وموحدا سيكون ارحم بالجميع زنوجا وعربا وطوارق من أحلام الانفصال والتمرد والعقوق، ففي ذلك الشمال "كشكول" معقد (وغير قابل للتعايش ولو مؤقتا) من محاربي "القاعدة"، و"تجار السلاح"،و"السلفيين"، و"المرتزقة"، و"قطاع الطرق"، و "مجندى المخابرات" الإقليمية والدولية، "كشكول" غامض تكوينا وهدفا ومستقبلا، فبين مكوناته من لا يريد بلدا مستقلا، ولا حتى حكما ذاتيا أو "إمارة إسلامية"، ولا "دولة خلافة"، ولا يريد أكثر من خطف الناس - مواطنين وأجانب - واستبدالهم بالمال، وقطع الطريق والسطو المسلح، وسيعانى أي كيان "أزوادي" قادم - على افتراض نشأته - من وجود ذلك "الكشكول" المتنافر الذي لا يحركه هدف واحد، ولا يتحرك تحت راية واحدة، ولا يؤمن جانبه حتى من طرف بعض مكوناته..!!
********
ونقول له : نحن لا نسأل الجهال أمثالك عن الرحماء ... نحن عشنا فيما تسميه رحمة أكثر من خمسين عاما ولم نر من الجنوبيين إلا الإذلال والإرتشاء والفساد والقمع والإقصاء .... أما بالنسبة للكشكول الذي تتحدثون عنه فلا يوجد إلا في أدمغتكم ... وهي مجرد كوابيس تنتاب الأفاكين ومرتزقة الإعلام بعد سماعهم للنشرات الإخبارية المعادية التي يبثها إليهم أعداء الأزواديين عبر إعلامهم المسموم .... فعيشوا كوابيسكم بعيدا عن أزواد وموتوا بغيظكم ...!
*******
واستأنف قائلا......: لقد خنق الماليون بلدهم، وحرقوا المنطقة بكاملها، دون أن يدركوا أنهم أول المحترقين، ف"الطوارق" ليس من حقهم الخروج على بلد اندمجوا فيه عبر القرون، ولم يظلمهم بقدر ما أنهم ظلموا أنفسهم بالانزواء في حياة الصحراء، غير مفكرين بمستقبل أجيالهم، ولقد كان عليهم أن يحققوا أحلامهم داخل كيان مالي وطني قوي موحد، لو أنهم اخذوا بأسباب ذلك ثقافيا واقتصاديا واجتماعيا وسياسيا، ولم يفضلوا البقاء في "قوقع" تاريخي تلفه الأساطير، ويجلله التيه الأبدي بين ثلاثية الجمال والرمال والجبال، فمن كان سيمنعهم من قيادة عملية التطور في مالي و ريادتها؟... ألم يكن بمقدور هم تعليم أبنائهم، ومخالطة بقية مكونات شعبهم، وبناء بلد قوي بقواسم مشتركة..؟
وما العيب في أن يرضخوا لقرارات الأغلبية في مالي احتراما للقيم الديمقراطية التي يتشدقون بها، وحفاظا على وطنهم الذي يفترض فيهم حبه والدفاع عن لحمة شعبه؟!!
********
الجواب على هذا الهراء واضح للمبصرين ...ومعلوم لديهم أن الذي منع الأزواديين من ذلك هو نفس الشيء الذي منع الجنوبيين ....وهو الديكتاتوريات الفاسدة التي شتّتهم وحاصرتهم وقمعتهم وأقصتهم ...ثم هل تعتبرون ما يوجد في الجنوب المالي الآن دولة ديمقراطية أيها المداهنون؟؟ ... إنما هي عصابات ومافيا سياسية ليس إلا .... وكانت هذه الديكتاوتوريات المتعاقبة على حكم تلك البلاد تتقاسم مواردها منذ عشرات السنين ولا أحد يرى أثرا للحكومة هناك .... والعيب كلّ العيب في تسميتهم حكومات ... أما الرّضوخ فأنت ارضخ لمن شئت .. أما شعب أزواد فلن يرضخ لأحد بعد الآن ... إن شاء الله..
*******
واستأنف قائلا......: أما الجيش المالي فقد ظهر ضعيف العقيدة العسكرية، منعدم الروح الوطنية، هاربا من جبهات القتال في الشمال إلى شوارع العاصمة، ومن خنادق الجبهة إلى فنادق "باماكو"، في أسوإ خيانة جماعية وطنية عظمى من ضباط وجنود كان يفترض أنهم هناك في الشمال، لمقارعة أحلام التمرد والانفصال..
ومن الطبيعي أن تعيش مالي أجواء من الفوضى، في غياب نظام قوي مجمع عليه...ولولا أجواء الفوضى، وتخلي المؤسسة العسكرية عن واجباتها تجاه بلدها وشعبها، لما صالت عصابات القتلة ومهربي المخدرات والسلاح وجالت في "كيدال" و"تيمبكتو" وغيرها من بلدات الشمال المنكوب..
*******
 والجواب على ذلك هو أن أي جيش محتل لبلاد الآخرين لن يكون حاله أفضل من جيشك الجنوبي الذي تتحدث عنه ... فهاهم المارينز الأمريكيون ينسحبون من البلاد التي احتلوها منهزمين محطمين .... بعد أن رجع نصف جنودهم في توابيت الموتى وعاد البعض الآخر مجانين مقيدين .... لأنهم مجرد غزاة ... وهذا ينطبق على الجنوبيين فلو غزا أحد بلادهم لدافعوا عنها بشجاعة كما دافع الأزواديون عن بلادهم .... أما في أزواد فيعرف جيش الجنوب أنه مجرد جيش محتل ظالم غازي ... والمحتل لا يمكن أن يشعر بالفخر تجاه ما يفعل ولن تكون له دوافع للقتال إلا كما يقاتل المرتزقة ....!
******
واستأنف قائلا......: إن شعار "حق تقرير المصير" الذي رفعه المتمردون "الطوارق" هو كلمة حق أريد بها باطل، ولم يعد شعارا ينطلي على أحد، فأين كان هذا الحق وطلابه "الشجعان" عندما رضي "الطوارق" بالحياة والانسجام- حتى وهم يتجرعون الظلم والتهميش - في كيانات قطرية أخرى بالقرب من مالي؟!
وهل أن حق تقرير المصير يتجزأ، وهل هو مشروع لكل "الطوارق" أينما وجدوا، أم فقط لمن منهم يرون البلد الذي يقيمون فيه ضعيفا مهزوزا منكوبا؟!!
ولماذا لا يفكرون في تقرير مصيرهم في كل الدول التي ينتشرون فيها؟!
*******
 الجواب على ذلك أيضا في غاية البساطة ... وهو أنكم تتحدثون عن الطوارق في كل البلاد .. أما الأزواديون فيتحدثون عن أزواد المحتلة وشعب أزواد بجميع طوائفه .... أما الطوارق فلا تتشابه أوضاعهم في البلاد التي ينتمون إليها فوضعهم في ليبيا والجزائر يختلف عن وضعهم في أزواد وأزواغ ... ومحاولة جعل القضية الأزوادية قضية قومية وحصرها في قبائل الطوارق ليس إلا خدعة أخرى من خدع الإعلام المعادي الأفاك الظالم ...
******
واستأنف قائلا......: لقد بات واضحا أن مرتزقة وأسلحة وأموالا تم تهريبها من ليبيا، إلى جانب ضعف الدولة المالية وهشاشة أمنها واقتصادها، هي كل المعطيات التي اكتشف من خلالها "طوارق" مالي فجأة أن عليهم التحرر وتقرير المصير والانفصال، وهي نفسها المقومات التي رأوها كافية ومتاحة لإقامة كيانهم الخاص، وهم الذين لم يسالوا أنفسهم ما الذي بمقدور مالي الفقيرة المنهكة بالأزمات تقديمه لهم لجعلهم أفضل من بقية مواطنيها؟!
*******
ونقول له : بل بات واضحا أيضا أن الحساد ومرتزقة الصحافة يحسدون الأزواديين على النصر الذي منحهم إياه الله سبحانه ... وبدا أيضا أنهم يريدون دس خياشيمهم فيما لا يعنيهم ... ولا يكتفون بالمداهنة وتلفيق الأباطيل بل يتدخلون في شئون الأزواديين أيضا ... وهم الذين لم يسألوا أنفسهم عن هوانهم وسذاجتهم حين يفعلون ذلك ... وحين يقفون مع مالي ضد الأزواديين .... ويتجاهلون أن الأزواديين لم يطلبوا من مالي إلا أن تعترف بآدميتهم منذ خمسين عاما وهو ما عجزت عنه وعجز عنه جميع أشرار العالم الذين يتقاذفون الأزواديين وكأنهم حيوانات ....واليوم عليكم أن تدركوا أن الأزواديين ماضون في تقرير مصيرهم متوكلين على الله وحده لا يتوكلون لا على مالي ولا على غيرها ...
********
واستأنف قائلا......: إن الانفصال يجب أن يكون عملا مرفوضا مهما كانت مبرراته، ومن حق شعوب المنطقة أن ترفض إنبات كيان جديد خديج في شمال مالي، فمجرد تفكير "الطوارق" في تأسيس بلد خاص بهم (وحتى مع استحالة ذلك واقعيا) يعنى خلق جو من التأزم في المنطقة، ستدفع شعوب مالي وموريتانيا والجزائر والسنغال والنيجر وبوركينافاسو ثمنه مجتمعة ومنفردة، (في كل دولة من هذه الدول أحلام انفصالية تنمو كأورام سرطانية قد يستحثها وجود كيان من أي نوع خارج عن سيطرة أية سلطة مركزية في شبه المنطقة) فمع الفوضى السائدة في مالي حاليا لن يتحقق أمن ولا رخاء، وستتوقف عجلة التنمية (الناقصة الريح أصلا) في المنطقة..
ويتعين على حكومات شبه المنطقة العمل فورا، وبدون تردد على إعادة الشرعية، وإرساء نظام مجمع عليه يحكم مالي ويبسط سيطرته على أرضها شمالا وجنوبا وغربا وشرقا، والوقوف بحزم في وجه إنشاء أية كيانات ورقية مصطنعة في شبه المنطقة.
ومن الأكيد أن الماليين الوطنيين الشرفاء سيفيقون من هول الصدمة – عاجلا أو آجلا - لإنقاذ بلدهم من تبعات هذه الحروب والانقلابات القذرة، حتى لا يدفع المزيد من ثمن عقوق بعض أبنائه من الذين أعمتهم المصالح الضيقة العابرة، عن ضرورة الحفاظ على المصالح العليا لبلدهم وشعبهم وشعوب شبه المنطقة.
*******
وجوابنا على ذلك هو ....أن رفض الإنفصال وقبوله ليس بيد أحد غير الشعب الأزوادي وهو أعرف بمصلحته من الغرباء ... وأما نشوء دولة أزواد ونيل الإستقلال فقد حاول أعداء شعب أزواد منعه جاهدين منذ خمسين عاما ... وحاصرونا في سجن كبير تحيط به دول حرصت كل الحرص على أن لا يخرج الأزواديون من هذا السجن أبد الدهر ... ولكن هيهات لقد تم تحرير أزواد ... وفات الأوان وسنقيم دولة أزواد الحرة في القريب العاجل إن شاء الله ومن لم يعجبه ذلك فليشرب ماء البحر ... وليمت كمدا ..!
انتهـــــــــى

الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها


الفتنة نائمة لعن الله من أيقظها
هذا الكاتب ليس(أمّيا)جاهلا لا يعرف الكتابة ولكنه يتجاهل 
ويتغابى..وليس دبلوماسيا ولا سياسيا ولكنه مسيّس على 
الأرجح ويحاول استغلال الفوضى السياسية الموجودة حاليا في 
ليبيا للدخول في السياسة مباشرة وبدون مقدمات ولا خبرة..

وبدأ المسكين يمارس سياسة الإقصاء منذ اللحظات الأولى 
ويُصدِر بيانات ويخطب خطب رنانة يطلب فيها من الشّعب الليبي 
أن يحارب بعضُه بعضا بعد انتهائه من الثورة مباشرة وكأنه يتمنى 
أن تندلع في ليبيا حروب أهلية جديدة لا قدر الله!! 
* * *
بسم الله الرحمن الرحيم ولاحول ولاقوة الا بالله العلي العظيم 
يبدو أنك لم تفهم مباديء الثورة الليبية الجديدة:(العدالة -
الحرية - الديمقراطية - بناء ليبيا جديدة متّحدة قوية متماسكة 
تنعم بالسلام والأمن والإستقرار)لجميع الليبين بلا تخصيص..

نعم..إنّ الدكتاتور القذافي يعتمد على غير الليبيين والجميع 
يعرف ذلك..فلو اعتمد عليهم لما احتاجوا إلى ثورة أصلا..
ولكن على ماذا يعتمد الدكتاتور القذافي؟؟ إنه يعتمد كما تعلمون 
على الذهب والنّفط وبهما يشترى كلّ شيء..وهذا واضح..

إلا أنك أيها الكاتب أردتَّ بحماقة أن تحاول تشويه سمعة بعض 
الكرام البررة من أبناء الشّعب الليبي والشّعوب المسلمة التي تقطن 
ليبيا وذكرت بعضَ الأسماء التي وصلتْ سُموًّا كل سماء وبلغتْ 
سمعتُها الحسنةُ الآفاقَ وذكرتَ أسماء بعض الشّعوب التي 
اشتهرت بأخلاقها الحسنة وتميزت بحبّها لأرض ليبيا وضحّت 
وبنتْ وغامرت وبذلت الجُهودَ الجبّارة لتساهم في عمارة ليبيا..

ثم جئت اليوم لتربط أسماءها باسم القذافي الذي لم يحاول يوما من 
الأيام إلا توريطهم كما ورّط غيرهم من أبناء الشّعب الليبي في 
حروب غيرهم ..ولم يحاول يومًا من الأيام إلا تجريدهم من كلِّ 
ما يمكن تسميته عزًّا وتمكينا في الأرض..ولم يحاول يوما من 
الأيام إلا إفقارهم وإذلالهم وتجويعهم..كما يدل على ذلك وضعهم 
الإقتصادي المزري ومساكنهم التي تهوي فوق الرّؤوس وأحوالهم 
الإنسانية التي وصلت إلى ما لا يخفى على أحد من أبناء الشعب 
الليبي المنصفين الحكماء الصادقين..

وحين ذكرتَ أنّ القذافي هو الذي جلب قبائل الطّوارق والتبو 
والبيضان إلى ليبيا تعرف حقّ المعرفة أنّ ذلك فريةٌ سيسألك الله 
عنها يوم القيامة..وتعرف أنّ هذه القبائل موجودة في ليبيا قبل 
ولادة القذافي..وحين سمّيتهم بالمرتزقة أسرفتَ في سبّهم.. 

وحين ذكرت أنهم استوطنوا في مناطق عشوائية ومعسكرات فقيرة 
وتغلغلوا في كامل منطقة فزان ووصلوا الى مناطق السّاحل الليبي 
والكفرة شرق فزان أعطيت العقلاء من أبناء الشّعب الليبي دليلا 
واضحا وبرهانا ساطعا على أن الدكتاتور القذافي مارس سياسة 
التهميش وسياسة الإقصاء والتّجويع ضد إخوانهم ألئك أيضا وذلك 
واضح..ورغم أنهم يعرفون ذلك جيدا إلا نك أكدته لهم هنا..

 وحين ذكرتَ أنهم لم تُمنح الجنسية الليبية للكثير منهم إلا من 
انضم إلى كتائب الدكتاتور القذافي أعطيتَ دليلا آخر على أنهم 
عانوا الأمرّين في عهد القذافي فكان يساومهم على أبسط حقوقهم 
الوطنية وأبسط حقوقهم الإنسانية والمدنية..فقل لنا بالله عليك 
ما هي المكاسب التي كسبها هؤلاء في عهد الدكتاتور القذافي؟؟

ثم لم تكتف بذلك بل جئتَ بقائمة أخرى تضمّ نفس الأسماء 
وأضفت إليها أسماء بعض القبائل الليبية الأخرى مثل القذاذفة 
وأولاد سليمان و ورفلة وترهونة و ورشفانة والتاورغية وغيرها 
لتحاول تشويه سمعتها هي الأخرى بحجة مشاركة بعض شبابها 
المغرّر بهم من قبل الدكتاتور القذافي والذين تمّ تجنيد أكثرهم 

إجباريّا كما هو معروف لدى الجميع..ونسيت أنك تسيء إلى 

الشّعب الليبي بذكر هذه الأسماء لمحاولة الإساءة إليها..

ولكن يجب أن تفهم أنتَ أيها الإقصائي أن الشّعب الليبي يعرف 
أبناءه جيدا ويعرف تاريخه جيدا ويعرف واقع وماضي هذه القبائل 
جيدا ويعرف ما ألحقه بها الدكتاتور القذافي من الأذى..

ويجب أن تفهم أيضا أن الشّعب الليبي لم يتخذك قاض لتحكم بغير 
ما أنزل الله منذ الآن..ولم يتخذك مستشارًا لتخبره عن كيفية 
التّخلص من بعض أبنائه..ولا يمكن أن يولّي أمثالك من الأنانيين 
شيئا من المسئوليات ليتمكّنوا من ممارسة سياسة الإقصاء 
والتهميش..فاتق الله وتب إليه إنه شديد العقاب غفور رحيم..

أما أبناء الشّعوب الإسلامية الذين اجتاح الإستعمار وموجات 
القحط والجدب بلادهم في الخمسينات والستينات من القرن 
الماضي فلجئوا إلى وطنهم الثاني مثل أبناء موريتانيا وتشاد 
والنيجر ومالي والجزائر وغيرها...فالجميع يعرف حقيقة 
وضعهم ويعرف الشّعب الليبيّ أن الدكتاتور القذافي كان يحاول 
استغلالهم باستمرار ويدفعم إلى الصّفوف الأمامية في حروب لا 
ناقة لهم فيها ولا جمل فقد دفعهم إلى حربه مع تشاد كما أنه باعهم 
في قضية سياسية في حرب فلسطين مع إسرائيل ولا يسأم من 
توريطهم في مشاكله دائما وكان الثمن هو أن يتركهم يعيشون في 
ليبيا بسلام بعدما أنهكهم القحط والإستعمار في بلادهم..

ولو كانت هناك حكومات ديمقراطية وعدالة اجتماعية وحقوق 
الإنسان في ليبيا السّابقة لوجدتَّ أنهم أخذوا نصيبَهم من الحقوق 
المدنية التي كفلها القانون الدولي لجميع الناس حيث يعيشون..

وحين حاولتَ أن تفرّق بين أبناء الشّعب المسلم في ليبيا بمحاولة 
ذكر الفروقات العنصرية بين الليبين الأمازيغ وإخوانهم الطوارق 
الليبين والجزائريين والأزواديين والماليين كنتَ تتكلم عن شيء 
تسمع عنه ولا تعرف عنه شيئا فدلّ كلامُك على جهلك بمكوّنات 
هذه الأمم وهذه الشّعوب التي لا يمكن التّفريق بينها أبدا..

وحين سمّيت بعضَهم أبطالا وسمّيتَ البعض الآخر صعاليك 
وأقزامًا كُنتَ كمن يمدحُ البقرة ويذمّ الثور..وهو حمق بالغ وجهل 
واضح..ولن تُغيِّر الهرتقةُ من الحقيقة قليلا ولا كثيرا..

وحين أشدتّ ببعض من انضمّ منهم إلى الثوار وألصقت التّهم بمن 
لا يزال بين مخالب القذافي مسجُونا أسيرًا لنزواته نسيتَ أو 
تناسيت أنّ ألئك الشباب الذين غرّر بهم القذافي وألئك الذين 
أخضعهم بالقوة وألئك الذين سيّرهم ولم يخيّرهم وألئك الذين 
أجبرهم على حمل السّلاح ضدّ إخوانهم وألئك الذين دفعهم إلى 
الصّفوف الأمامية مُكرهين تناسيت تماما أنّهم جميعا مخدوعون 
ومغلوبون ومسيّرون ولا خيار لهم إطلاقا ويبحثون اليوم هم وأهلُهم 
عن أيّ مخرج للخروج من المأزق الذي وضعهم فيه الدكتاتور 
القذافي..وقد عتّم عليهم تعتيما إعلاميًّا وعزلهم عن العالم فلا 
يدرون ماذا يحدث أصلا ولا يعرفون سبب حملهم للسّلاح غير ما 
يقوله لهم هذا الطاغية الذي أوهمهم أنهم يقاتلون لتحرير ليبيا من 
الناتو ومن الصّليبين!!ولا يعرفون عن ما يحدث شيئا!!

وأنت أيها الإقصائي تحاول أن تقول للشّعب الليبي إن أبناءكم الذين 
قتلهم القذافي والذين سجنهم والذين لا زالو يتلقون منه الأوامر 
العسكرية مجبرين مكرهين مسيّرين كل ألئك يجب أن تصنّفوهم 
من أعدائكم وكأن الشعب الليبي يحكم بحكم الجاهلية الأولى!!

فـ بالله عليك ما هذا المنطق؟؟أيعقل أن يعامل الشّعبُ الليبيّ 
أبناءه بتلك القسوة بعد أن نجّاهم الله من القذافي؟؟
أي عقل هذا؟؟

ثم بعد ذلك جئت بكلام متناقض غث لا قيمة له وقدمتَه هديّةً لمن 
سمّيتَهم أمازيغ ليبيا وطوارقها بعد أن كِلت لهم من الشّتم والتّعيير 
والذّم ما لا يكال بمكيال وكأنك تحاول إيهامَهم وخداعَهم وتقول لهم 
:إنني أسبُّ إخوانكم وأنال منهم هم فقط دونكم..فالمقصود بذلك 
السبّ والشتم هو إخوانكم وليس أنتم!!فإن كنت تحاول خداعهم 
والتمييز بينهم وبين إخوانهم فاعلم أنك مخطيء تماما..إن تلك 
الشّعوب تتمتع بقدر كبير من الذكاء والفطنة والحكمة..

أما الكلام الذي نقلته عن خبير موريتاني لتؤكد به مزاعمك 
وهرتقتك وهذيانك فإن كان مثل كلامك فلا حاجة للشّعب الليبي به 
فهم أكثر الخبراء معرفة بالشئون الليبية وأدرى بمصالحهم..

والليبيون يستطيعون التّمييز بين المرتزقة الذين جلبهم القذافي 
ليحاربوا نيابة عنه وبين اللاجئين الذين لجئوا إلى ليبيا بحثا عن 
الأمن والإستقرار..ولا شك أن الثوار الليبين الذين ثاروا ضد 
الظلم والإستبداد ليس هدفهم الإنتقام أو الثأر بل هدفهم نشر العدل 
وبسط الأمن وإحقاق الحق ودمغ الباطل وعمارة الأرض..

أما الأوباش فهم ليسوا ألئك الذين سميتَهم أوباشًا..إنّ الأوباشَ 
الحقيقيين هم ألئك الذين يتكلمون بهذا المنطق ويهرفون بما لا 
يعرفون ويأمرون بالمنكر وهو منكر وقبيح في الشّرع والأخلاق 
والقيم والعادات الإجتماعية المحكَّمة..الأوباش هم ألئك الذين 
ينهمون عن المعروف والخير والإحسان والإصلاح ويوقظون 
الفتنة وهي نائمة وينشرون الفساد..حسبنا الله ونعم الوكيل..
اللهم إنا نعوذ بك من شرورهم ونجعلك في نحورهم..

والمثقفون لا يحاولون إقناعَك بشيء إطلاقا فأنت صُندُوقٌ مليء 
بالعنصرية والأنانية ولا تؤمن إلا بالإقصاء وإن تحدّث المثقفون 
فاعلم أنهم يتحدثون إلى غيرك..فأنت أصمّ أبكم لا تسمع..

والمطامع التّوسعيّة التي تتحدث عنها هي مطامعك أنت ومن معك 
من المرتزقة الإعلاميين الذين يستجْدُون الثوار مناصب جديدة 
ليتمكنوا من إقصاء المنافسين والأنداد والأكفاء من أبناء الشّعب 
الليبي..ويحاولون نشر ثقافة فرّق تسد ليعشّشوا ويبيضوا 
ويفرّخوا في أمخاخ أذكياء وحكماء الشّعب الليبي ولكن هيهات..

أما الغشّاشون واللقطاء والخونة والدّخلاء فهم ألئك الذين يتحدث 
باسمهم هذا الكاتب ويتبنّى أفكارَهم وينطق بمنطقهم اللا أخلاقي 
اللا إسلامي اللا إنساني اللا ديمقراطي اللا شعبي اللا وطني..

 أما قبائل القذاذفة وأولاد سليمان وورفلة والحساونة والزيادين 
والفواخير وأولاد بوسيف وقبائل المقارحة والزوية والحطمان 
وأولاد الأبيض والفزازنة وقبائل الطوارق والتبو والزنتان وورفلة 
والشعانبة والمشاشية والأنصار والأشراف والبيضان وصنهاجه 
والقطارنة وغير ذلك من القبائل العربية والأمازيغية في ليبيا..
التي سردتَّ أسماءها وذكرت الكثير من التّفاصيل عنها فهي أيضا 
قبائل معروفة ومشهورة في ليبيا ولا يستطيع أحد أن ينسب إليها 
شيئا من جرائم الدكتاتور القذافي التي ارتكبها في حقّ الشّعب 
الليبي من قبل ومن بعد..ولا تزر وازرة وزر أخرى..

فلا تحاول إذكاء نيران الفتن بين أبناء الشّعب الليبي المسلم فكل ما 
يهمهم اليوم هو بناء بلدهم ونشر الأمن والسلام فيه..ولا 
تحاول التحريش بين أبناء القبائل في ليبيا لإشعال فتيل نيران 
نعرات القوميات الجاهلية في هشيم الفوضى السياسية الراهنة 
التي يحاول أصحابُ الأهواء استغلالها لأهدافهم الخاصة..

أما القوة الضّاربة للقذافي وكتائبه فهي الذّهب والنّفط والسّلاح 
الرُّوسي الذي يملأ خزائنه؛ثم المغرّر بهم والمجبرين المسيّرين 
والمدفوعين قهرا من أبناء الشّعب الليبي من أبناء جميع القبائل 
والقوميّات والأعراق..وهذه القبائل وأبناؤها لا ذنب لهم سوى 
أنّ الثوار لم يصلوا إليهم ليحرّروهم من القذافي وأزلامه..

أما ما يتعلق بتشبيهكم جنوب ليبيا بجنوب السّودان فهو أيضا خطأ 
آخر بلا شك فشتّان بين جنوب السّودان المسيحي المسيّر سياسيا 
من قبل الغرب وبين الجنوب الليبي المسلم الذي لا يمكن الفصل 
بينه وبين بقيّة أجزاء الوطن بحال من الأحوال..وما يخشاه 
العارفون من المراقبين هو أن تنشأ خلافات قبلية بسبب محاولة 
أخذ الثأر وحبّ الإنتقام والفوضى السياسية التي تسبق قيام الدولة 
على أسس ديمقراطية فتؤدّي تلك الخلافات إلى نشوب حروب بين 
أبناء الوطن الواحد والدّين الواحد لا قدر الله..مع العلم أن 
الشّعب الليبي أكبر من ذلك بكثير ولا يمكن أن تنزلق أقدامُه في 
هكذا أوحال وهو الشّعب الأبيّ الذي نفض غبار الظلم والجور..

ومثل هذا التوجه المتشدد الإقصائي المفرِّق المشتّت الذي لا يحكم 
بحكم الله ولا القانون..هو الذي يخشى العقلاء أن يّفتح الباب 
واسعا لإذكاء النزعات الاثنية وربما الانفصالية..لأن الفكر 
الإقصائي المتشدّد لا يزيد الأمور إلا تعقيدا والفرقاء إلا تفرّقا 
والدول والشّعوب والأمم إلا ضعفا ودمارا وتنافرا وتباغُضا..

  ولعل مايهمّ الإنسان في العالم الإسلامي هو أن يسود الأمن في 
ليبيا وتعيش عصر ازدهار وتقدُّم وتطوّر وبناء وتشييد وحرية 
وديمقراطية لا فرق في دستورها بين القبائل والقوميّات..

 وهذا أيضا هو ما يهمّ البرابيش وكنته ويداس والقوانين وأولاد 
داود وأولاد بله وإديبسات وتجكانت وتاكاط والأقلال ومشظوف 
والطرشان وأولاد ملوك وغيرهم من أبناء القبائل في بلاد المغرب 
والشمال الأفريقي..الذين نسيت أسماءهم لأنك إنسان..

وفي ظل الحديث عن انهيار نظام القذافي لن يؤثر ذلك على 
سمعتهم وتاريخهم ومستقبلهم بإذن الله تعالى ولن يتأثر أحدٌ منهم 
بأبواق الفتنة المجخية ونافخي الكير إن شاء الله تعالى..

لذلك يجب على الشّعوب الإسلامية في بلاد المغرب والشمال 
الأفريقي والخليج العربي خاصة وفي جميع أقطار العالم الإسلاميِّ 
عامة أن يدعموا الشّعب الليبي ويقفوا معه في محنته ويحاربوا معه 
الأعداء حتى ينتصر ويسيطر على كل حبة رمل من ثرى وطنه 
الغالي ويتمكن من إرساء قواعد الأمن في بلاده ويقضي على كل 
أشكال العنف وأشكال الهمجية وأشكال الإرهاب وأشكال الإقصاء 
لينعم بالأمن والإستقرار ويعيش في سلام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته

مع تحيات أخيكم / محمد أبوبكر أبا الأنصاري التنبكتي 
الأزوادي المالي الليبي الجزائري المغربي الموريتاني..

كتبت ذلك ردا على المدعو سليمان ولد حامدن والقائلين بقوله
 في الموضوع المعنون بـ (حقيقة المرتزقة)في تاريخ
24 / 10 / 1432 هـ
 22 / سبتمبر 2011م
والله أسأل لنا ولكم الصلاح والهداية
 والتوفيق والسداد إنه سميع الدعاء
وصلى الله وسلم وبارك على سيدنا ونبينا محمد

مالي نموذج لاحترام حرية الصحافة في افريقيا

إيلاف سياسة
الأحد 3 مايو 2009م
——————————————————————————–
دكار: اعتبرت منظمة مراسلون بلا حدود مالي "احد البلدان الاكثر احتراما لحرية الصحافة في القارة" الافريقية، واشادت بشبكة اذاعاتها، وذلك في بيان صدر الاحد في مناسبة اليوم العالمي لحرية الصحافة.وكشفت منظمة الدفاع عن حرية الصحافة في بيان صدر في باريس وتلقت وكالة فرانس برس في دكار نسخة منه الاحد، ان "بضع حالات معزولة فقط لاعتداءات على صحافيين تخفف من هذا الاستنتاج".واكدت المنظمة ان "القانون في مالي لا يتمتع بالكمال بالتأكيد، فالصحافة فقيرة ورجال السياسة سريعو الانفعال احيانا.
لكن حرية الصحافة حقيقة".واضافت ان "الصحافة المكتوبة المؤلفة من حوالى ثلاثين مجلة اسبوعية وست صحف يومية، تعكس بالتأكيد التنوع الثقافي في البلاد".واوضحت ان "الاذاعات التي يفوق عددها 130 مزدهرة ايضا"، معتبرة هذا العدد الكبير من الاذاعات "رقما قياسيا في افريقيا الناطقة اللغة الفرنسية".
واشارت المنظمة الى ان مالي "رائدة على هذا الصعيد: ففي العام 1991 انشئت الاذاعة الاولى الحرة في البلاد".ومالي التي يرأسها منذ سبع سنوات امادو توماني توري، هي من البلدان الافقر في العالم. وتقول المنظمات غير الحكومية ان 23% من الشبان من عمر 15 الى 49 يجيدون القراءة والكتابة. وفي القرى المعزولة، غالبا ما تكون الاذاعة وسيلة الاعلام الوحيدة للاطلاع على الاخبار.

القارة المسلمة المهمشة

أفريقيا هي إحدى القاراتِ الخمس الكبرى،ويبلغ عددُ دويلاتِها بعد التقسيم الإستعماريِّ الأوروبيِّ المقيت حوالي 60 دويلةً،وهي القارةُ الوحيدةُ بين القارَّاتِ الأربعِ الباقيةِ التي يُمكنُ أن يُطلَقَ عليها لقبُ [القارةِ المسلمة]فالمسلمُون يمثلون أكثر من 50% من مجمُوعِ سُكانِها وتُمثلُ البقيةُ:الوثنيةَ،والمسيحيةَ،واليهوديةَ..إلا أنَّ الإستعمارَ عزلَ هذه القارةَ عن العالمِ الإسلاميِّ تمامًا،وسعَى سُعاتُه لهدِّ جُسُورِ التواصُلِ الثقافيةِ،والاقتصاديةِ التي ظلت تربطُها بالعالمِ الإسلاميِّ منذ بزُوغِ فجرِ الإسلامِ حتى نُزولِ صاعقةِ الإستعمارِ عليها؛فعاشت أفريقيا الحزينةُ فى عُزلتِها{حينًا من الدّهر}يُعاني أبناؤها من حصارٍ الثالوث البغيض:[التنصيرالصهيونيةالماركسية]ويواجهُون مصيرَهُم وحدهُم بعيدًا عن إخوانِهم المسلمين،ممَّا جعلهُم ضحيةً من ضحايا حربِ الهويةتلك الحربُ الشرسَةُ التي تُقاتِلُ فيها كُلُّ مجموعةٍ من المسلمين اليوم أعداءَ الإسلام فى جبهةٍ مستقلةٍفى شتى بقاعِ الأرض.

( التنصيرُ والإستعمارُ أخوانِ توأمان )

لا يُنكرُ أيُّ عارفٍ أنَّ الإستعمارَ هو أوّلُ من ألقَى بذُورَ المحنةِ فى بلادِنا الأفريقية وكانت بخيرٍ قبله؛ولكن ما لا يعترفُ به غيرُهُم هو:أنَّ أهدافَ الإستعمارِ الأوروبيِّ،ليست سياسيةً واقتصاديةً فحسب وأنها دينيةٌ صليبيةٌ قبل كُلِّ شيءٍ،والدليلُ على ذلك من وجهةِ نظرِ العارفين أن حملاتِ التبشيرِ المسيحيِّ هي التي مهّدت للإستعمار العسكري،وكانت مُموَّلةً من دولٍ أوروبيةٍ كُبرى لها أطماعٌ لا تخفَى وقد تجلَّى ما يُحاكُ من خلفِ الكواليسِ بوضُوحٍ بعد سيطرةِ تلك الدولِ على بلادِ المسلمين فقد وفَّرت الرعايةَ الكاملةَ للحملاتِ التبشيريةِ وأنشأت عددًا هائلاً منها لتنصيرِ المسلمين؛فبدأت تبيضُ وتفرِّخُ فيها بلا حسيبٍ ولا رقيب..ففي أفريقيا مثلاً لا يستطيعُ أيُّ مَواطِنٍ أن يحصلَ اليومَ على أيِّ دعمٍ أو قرضٍ أو دواءٍ إلاّ عن طريقِ تلك الأفاعي!.

( صحراء أزواد قبل الإستعمار الفرنسي )
تقعُ صحراءُ[ أزواد]شمال النَّهر المعرُوفِ اليوم جُغرافيًّا بنهر النِّيجير وتمتدُّ هذه الصّحراءُ على طُولِ شمالِ مالي كلِّه وشمالِها الشرقيِّ والغربيِّ تقريبًا،وتُغطِّي مسافةً شاسِعةً تُقدَّرُ بخمسةٍ وعشرِين ألف كم2 فى الشَّمالِ وحده،وتُوجَدُ فى منطقةِ [أزواد] مدُنٌ تاريخيّةٌ مُّهمَّةٌ منها:تنبكتُو،وقاوا،وجَنِّي،وكيدال،وقُوندَامْ،والسُّوق،وأروان،وتادا مكت، وتاوْدنِّي، وولاتة،والحوض،وغيرها.. وهي ذاتُ قيمةٍ تاريخيَّةٍ وحضاريّةٍ وثقافيةٍ؛لما لها من مّكانةٍ،وسُمعةٍ حسنةٍ فى الثقافةِ الشَّعبيةِ الصحراويةِ قديمًا وحديثًا،ولما تميَّزت به جُغرافيُّتُها من مِّيزاتٍ اقتصاديّةٍ تتمثلُ فى إنتاجِها من الثروةِ الحيوانيةِ والزِّراعيةِ،وفى شواطِئها الجميلةِ الممتدّةِ على طُول النَّهرِ من الشرقِ إلى الغرب،وفى مراسِيها الساحليَّةِ التي ترسُو عليها القواربُ والسُّفنُ الشراعيّةُ"القادِمةُ من جنُوبِ البلادِ وغربها"بل وشِرقِها"مُحمَّلةً بكلِّ أنواعِ البضَائع"وفى أسواقِها التجاريَّةِ التي تجمعُ شعُوبَ المنطقةِ دوريًّا لتبادُلِ السِّلعِ والبضَائعِ التي كانَ الملحُ أهمَّها ذاتَ يومٍ؛حين كان يُباعُ بوزنه ذهبًا!؛وللمنطقةِ ميزاتٌ أخرى جيولوجيّةٌ تتمثلُ فى تضاريسِها الغنيةِ بالمعادنِ الطبيعيَّةِ التي ضاقَ بها باطنُ الأرضِ،ومِيزاتٌ سِياسيّةٌ إستراتيجيّةٌ تتمثلُ فى موقِعها،ومعابرِها الإقليميةِ المشترَكَةِ التي تربطُ تلك الشعُوبِ بجيرانِهم من أبناءِ الدُّولِ الأفريقيّةِ الشقيقة.ويقطنُ هذه المنطقةَ منذُ حِقبٍ من الزَّمَن مزيجٌ من الأجناسِ"منهُم على سبيلِ المثال: القبائلُ العربيّةُ،والطّارقيَّةُ،والزِّنجيَّةُ،وأتباعُهُم وحُلفاؤهُم على اختِلافِ أصُولهم وانتماءاتِهم. وقد امتزجت هذه الأجناسُ وتناسَلت ببعضِها؛فتكوَّنَ منها خليطٌ مُّتجَانِسٌ من الشّعُوبِ والأعرَاقِ"وهُم الذين يمثلون سُكّانَ[أزواد] اليوم"وينتشرُون بين مدُنِها وأريافِها وبوادِيها وقُراها". وقد حكمت[أزواد]قبلَ الإستعمارِ الفرنسيِّ بزمنٍ سلطناتٌ لها سَلاطينُها وقبائلُ لها أمراؤُها وقادتُهاوكان بينهُم تحالُفٌ عسكريٌّ،وتعاونٌ اقتصاديٌّ وكانُوا يتقاسَمُون المواردَ والمراعِي ويتبادلُون المصالحَ ويُواجهُونَ مَصيرَهُم مّعًا بشجاعةٍ.وقد سجَّلَ لهم تاريخُهُم من المواقفِ المشرِّفةِ ما يرفعُ به أبناؤُهُم رُؤوسَهُم عاليةً رغمَ تَبدُّلِ الأحوالِ والسّياساتِ..وهذه السَّلطناتُ كانَ يسُودُها النِّظامُ الإسلاميُّ الممزُوجُ بالأعرافِ القبليّةِكالممالكِ الإسلاميةِ التي قبلها تمامًا!!.

وفى مقدمتهِ لتعريب كتاب[البرابيش بنو حسّان]الذي ألفه الباحثُ الفرنسيُّ:[بُول مارتي]:والذي طُبع بدمشق عام 1405هـ - 1985م ذكرَ الأستاذُ/ محمد محمُود ولد ودادِي من هذه السَّلطناتِ:سلطنةُ الفُولاَّن،وسَلطنةُ مملكةِ صُـنغَـيْ،وسلطنةُ البرابيش،وسَلطنةُ كنتة،وسلطنةُ إيولَّمدن،وسلطنةُ الأنصار أو كلنتصر،وسلطنةُ إيفُوغَاسْ.. وذكر أنَّ جميعَ هذه السَّلطناتِ كانت تضمُّ عشراتِ القبائلِ المنضويةِ تحتَ لواءِ القبيلةِ الحامِلةِ لاسم السَّلطنة،وأنَّ الأسماءَ المذكُورةَ أعلاهُ قد تعني فى بعض الأحيانِ ائتلافَ قبائلَ.وأنّهُ عند مَجيءِ حركَةِ الاستقلالِ الفرنسيةِ طلبت فرنسا من السَّلاطينِ أن يوافقُوا على جعلِ منطقةِ[أزواد]محميّةً إلى أن يتم تأطيرُ أهلها.إلا أنّ أهلَ[أزواد]رفضُوا العرضَ الفرنسيَّ لاعتقادِهم أنه يستهدفُ مُحاصرةَ الثورةِ الجزائريَّةِ الفتيّةِ آنذاك،ولاعتقادِهِم أنّه يستهدِفُ إيجادَ قواعدَ عسكريةٍ فرنسيةٍ فى المنطقةِ ،ولاعتقادِهم أيضًا بأنَّ التعايُش مع إخوانهِم فى الجنُوب أمرٌ مُّمكن!!.

ورغم أنَّ قُواتِ الإستعمارِ اصطدمت بإرادَةٍ وطنيّةٍ قاومت الإحتِلالَ حتى رَحَلَ عسكريًّا على الأقل إلا أنَّ عناكبَها لم تعجز عن نسجِ خُيُوطِها فى عُقُولِ الأجيالِ اللاحقةِ!.وذلك حِينَ اختلطت الرِّواياتُ البوليسيّةُ،بالقِصَصِ الخياليّةِ، واختلطت البطُولاتُ الشعبيةُ،بالأساطِيرِ القديمَةِ،واختلطت الأبحاث العلميَّةُ،بالنظريَّاتِ الافتراضيّةِ،واختلطت مُذكِّراتُ المستعمِرِين،بأباطِيلِ المستشرِقِين،واختلطَ ما ينسِجُه المتأغربُون؛بما يُرقِّعُه تُجَّارُ الثقافةِ لسُوقِ الغرب!؛فضاعت الحقيقةُ بين ذلك!.

فلنتذكّر جيّدًا أنّنا إخوةٌ فى الدِّين وجيرانٌ وحلفاءُ وشُركاءُ فى الأوطانِ ولسنا أعداءً كما يتوهَّمُ بعضُنا؛وإن كنَّا مختلفين حول بعضِ المسائلِ الفرعية؛فهذا يُسمَّى اختلافًا أخويًّا أو رُبّما أنّه خصُومةٌ نُحكِّمُ فيها القضاءَ ثمّ تزُول،ولا ينبغي لها أن تتحوّلَ إلى عداوةٍ أو حرُوبٍ تُخاضُ على حساب ديننا ومصالحنا ومستقبل بلادِنا..
ولو سمحتُم لأنفسِكم باستعراضِ بعضِ صفحاتِ تاريخكُم لعلمتُم أنَّ أعداءَكُم الحقيقيّين هُم أولئك الذين غزوا بلادَكُم واستعمرُوكُم فيها وحاولُوا محوَ هويّتِكُم الإسلاميةوأولئكَ الذين خاضُوا معَهُم الحربَ ضدَّكُم!.